الانشودة كاملة: سلكت طريقي ولا لن أحيد، عزمت المسيرة بعزم حديد، وودع دنياي قلب عنيد، توجه طرفي لارض الاسود. اراني ايا دار اهل التقى، اليكم احن الى الملتقى، وفيكم اتوق الى المرتقى، لجنة رب غفور ودود. وودعت امي ودمعي جرى، على الخد رقراق بل الثرى، فضجت بكاء قبيل السرى، وقلت لقانا بدار الخلود. فقالت بني فؤادي حرمت، من الانس في الدار لما كبرت، اتذكر زوجا جميلا اردت، اتذكر ليلا حدثا جدود. فقلت ايا ام كيف الهناء، واخواننا في خضم العناء، فتبا حياتي حياة الشقاء، اذا لم اكن من اباة الجنود. وسيرت رحلي بركب جميل، الى القدس يمضي انار السبيل، تذكرت امي وقلبي العليل، فهلت دموعي تبل الخدود. وقال رفاقي اتخشى الردى، وخوض الحروب وعيش الشقى، فقلت هنائي بسفك الدماء، ولكنني قد ذكرت الودود. تذكرت امي فيا قوم هل، الام وبعضي عن بعض ارتحل،  فكانت حياتي وكنت الامل، وودعتها وهي ترجو الوعود. رماني عدو اله اللعين، وراء جدار قديم دفين، فادمى الرصاص فؤادي السخين، وسالت دمائي بأرضي تسود. وحجرج صدري وزاد النزاع، فودعت صحبي وارض الصراع، سالقى الهي وداعا وداع، وصرت شهيدا فيال السعود. الا ابلغ امي اني شهيد، بارض الجهاد فتي شهيد، اجاب الهي دعائي الوحيد، وبلغني رب ما قد اريد. فيا فرحتي بعد هذا العناء، ويالهفتي بعد هذا الشقاء، احقا سالقاهم الشهداء، واصبح حيا وارجو اعود.